
تشهد ليبيا الغارقة في الفوضى والتناحر على السلطة مزيدا من العنف بدءا بالنيران التي ما تزال مشتعلة في خزانات مرفا السدرة النفطي مرورا بتفجير سيارة مفخخة امام مقر مجلس النواب وانتهاء باسقاط مروحية.
ويرى مراقبون ان إخوان ليبيا يسعون إلى تعطيل مسار الانتقال الديمقراطي في البلاد بعد أن خسروا في الانتخابات الأخيرة، فقد أعلنوا مقاطعتهم لجلسات البرلمان الشرعي في طبرق وطالبوا بإعادة إحياء المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته ممّا تسبب في خلق أزمة سياسية تحاول الأمم المتحدة حلّها بمعية مبعوثها برناردينو ليون.
وأعلن المتحدث باسم مجلس النواب فرج بوهاشم انفجار سيارة مفخخة قرب البوابة الخلفية لفندق دار السلام في طبرق، حيث مقر مجلس النواب، بينما كان النواب في الطابق الأرضي يعقدون اجتماعا. لكن النائب طارق الجروشي قال إن النتائج الأولية للتحقيقات أظهرت أن الهجوم كان انتحاريا.
وقال النائب العضو لجنتي الدفاع والداخلية ان « الشهود واشرطة الفيديو فضلا عن العثور على أشلاء بشرية تفيد بأن الهجوم كان انتحاريا ».
ويثير الوضع الليبي المتأزم الكثير من المخاوف في ظل تصاعد أعمال العنف التي تقودها ميليشيات الإسلاميين ضدّ مجلس النواب الشرعي وقوات الجيش الوطني المناهضة للتشدد والإرهاب.
وكان وزير الداخلية عمر السنكي حمل انصار « الدولة الإسلامية » مسؤولية تفجيرات سيارات مفخخة الشهر الماضي في مدينتي طبرق والبيضاء، خلفت ستة قتلى و21 مصابا.
وكان البرلمان المنتخب في 26 حزيران/يونيو قرر مساء الإثنين عدم المشاركة في الحوار الذي تعتزم الأمم المتحدة عقده في الخامس من الشهر المقبل اذا كان المؤتمر الوطني العام (البرلمان المنتهية ولايته) طرفا فيه، كونه من اعطى الأوامر لفجر ليبيا بالهجوم على الهلال النفطي.
ويتنازع السلطة في ليبيا برلمانان وحكومتان.
وفي 24 الشهر الحالي، اعلنت رئاسة مجلس الامن الدولي ان رئيس بعثة الامم المتحدة في ليبيا برناردينو ليون حدد الخامس من كانون الثاني/يناير 2015 موعدا للحوار بين اطراف النزاع الليبي بعد ان حصل على موافقتهم على « خارطة طريق ».
ويرى عضو مجلس النواب، زياد دغيم، أنّ « الاعتراف بمجلس النواب في طبرق، وما صدر عنه، وحل التشكيلات المسلّحة، وحصرية السلاح في الجيش والشرطة، تعد شروطاً أساسية » للدخول في الحوار.
وأعلن نواب موالون لإخوان ليبيا، مقاطعتهم لـجهود الحوار الأممية، ووصفوها بأنها باتت « عبثية ومحرجة »، وذلك بعد قصف مدينة مصراتة (غرب) معقل ميليشيا « فجر ليبيا »الإسلامية.
واعتبر مراقبون أن إخوان ليبيا يهددون بإشاعة الفوضى في حال عدم الاستجابة لمطالبهم والمتمثلة أساسا في الاعتراف بالمؤتمر الوطني العام وذلك من أجل فرض سيطرتهم على مؤسسات الدولة وتمرير القوانين وفق نهجهم السياسي المرتبط بأجندات إقليمية ساهمت في تأزيم الأوضاع في ليبيا.
ومنذ سبتمبر/ايلول، . تقود الأمم .المتحدة ممثلة في رئيس بعثتها للدعم في .ليبيا برناردينو ليون جهودا لحل الأزمة الليبية تمثلت في جولة حوار أولى .(بين ممثلين عن مجلس النواب وممثلين عن النواب المقاطعين لجلساته) عقدت بمدينة غدامس (جنوب غرب)، فيما أجلت الجولة الثانية إلى وقت لاحق لإجراء المزيد من المشاورات مع أطراف الأزمة الليبية.
حذر النواب المقاطعون في بيان لهم من « موجة تصعيد قادمة لا تحمد عقباها ستلتهم الكثير من الضحايا والأبرياء، وتصيب الليبيين في قوتهم وثرواتهم »..
ورجّح مراقبون فشل حوار « غدامس 2 » نظرا إلى تعنّت الأطراف المعنية وإطلاقها شروطا تعجيزية، حيث اعتبر الشقّ الموالي للقوى الديمقراطية أن تمسك ميليشيا « فجر ليبيا » بشرعية المؤتمر العام سيساهم بشكل كبير في عرقلة المشاورات من أجل بلورة حلول عاجلة للأزمة، فيما اعتبر الشقّ الموالي للإخوان أن مجلس النواب قد انتهت شرعيته بحكم المحكمة الدستورية وهو ما فنده محللون سياسيون بالقول إن حكم المحكمة كان نتيجة لضغوط المتشددين.
وأمام تصاعد الأزمة وتغوّل المجموعات الإرهابية أكدت بعثة الأمم المتحدة، في وقت سابق، أن « استمرار التوتر والتصعيد لا يساعدان على إيجاد البيئة المواتية لعقد الحوار السياسي، داعيا جميع الأطراف المؤثرة إلى بذل ما في وسعها لضمان وقف هذا التصعيد بشكل فوري ».
وقالت البعثة « إننا نذّكر كل الجهات والأفراد الذين يهددون السلم أو الأمن أو الاستقرار في ليبيا بأنهم سيواجهون عقوبات محددة الأهداف ».
التصنيف: المغرب العربي, ليبيا